مجزرة كرم الزيتون: 47 طفلاً وامرأة ذبحوا وأحرقوا واغتصبوا

عدد من الجثث التي عثر عليها في أحد منازل حي كرم الزيتون في حمص (أ ف ب)
النظام يتنصل من المسؤولية كعادته.. ويقصف النازحين من إدلب ويقتل 24 منهم
دمشق- أ ف ب، رويترز، د ب أ- نزحت مئات العائلات السورية، أمس، من حمص، بعد العثور على جثث نحو 50 امرأة وطفلا في حي كرم الزيتون، في ما وصفه ناشطون بأنه «مجزرة» ارتكبتها قوات نظام بشار الأسد. وبعد ساعات كمنت قوات هذا النظام لقافلة من النازحين من إدلب (شمال غرب)، هربوا على وقع المجازر والعملية العسكرية التي تستهدف مناطقهم منذ أيام، وقصفهم ما أدى الى مقتل 24 مدنيا، معظمهم من الأطفال والنساء، بينما لقي عشرون آخرون مصرعهم في عمليات قصف وقنص دارت في مدن أخرى. 
وعلى الأثر دعا المجلس الوطني السوري الى «تدخل عسكري عربي ودولي عاجل» واقامة ممرات إنسانية.
وكعادته بعد كل مجزرة، منذ انطلاقة حركة الاحتجاجات المناوئة له، نأى نظام بشار الأسد بنفسه عن الجريمة، وتنصل من كل مسؤولية عن أرواح هؤلاء الأبرياء، كما فعل تجاه الآلاف قبلهم. ومن دون أن ينكر وقوع المجزرة، ترك وسائل إعلامه تتهم من يسميهم بـ«مجموعات إرهابية مسلحة»، وقال «خطفوا مواطنين من أحياء في حمص وقتلوهم ومثلوا بجثثهم ومن ثم صوروهم لإثارة ردود فعل دولية ضد سوريا»! وقال وزير الإعلام عدنان محمود «يستغلون سفك الدماء بهدف الضغط لاستدعاء مواقف دولية»، قبل اجتماع لمجلس الأمن!! 

طعن وحرق واغتصاب
تزامنت المذبحة مع تحقيق دولي أجرته الأمم المتحدة خلص الى أن حكومة الأسد تعرض المدنيين الى عقاب جماعي، ومع مهمة سلام قام بها مطلع الأسبوع المبعوث الأممي- العربي كوفي عنان الذي غادر دمشق مساء الأحد، دون إحراز أي تقدم في محادثاته مع الرئيس بشار الأسد لوقف إراقة الدماء في البلاد، ودون الاتفاق على هدنة أو حتى السماح بدخول المساعدات الإنسانية. 
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «مجزرة ارتكبت على أيدي الشبيحة» راح ضحيتها نساء وأطفال. واتهمت لجان التنسيق المحلية القوات الموالية للأسد بتنظيم الهجوم، وقالت إن القتلى هم جزء من حصيلة الخسائر البشرية في البلاد الأحد، والتي بلغت 108 قتلى.
وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله من حمص «عثر على جثث ما لا يقل عن 26 طفلا و21 امرأة في حيي كرم الزيتون والعدوية، بعضهم ذبحوا وآخرون طعنهم الشبيحة».
وبث ناشطون أشرطة فيديو وصورا مروعة عن الضحايا تظهر رجالا ونساء وأطفالا قتلى في غرفة غارقة بالدماء، وقد ظهرت رؤوس أطفال مدممة ومشوهة، وجثث متفحمة.
وذكر العبد الله أن «عناصر من الجيش السوري الحر تمكنوا من نقل الجثث الى حي باب السباع «في حمص» الأكثر أمانا»، مما مكن الناشطين من تصوير الجثث. وأضاف «تعرض بعض الضحايا للذبح بالسكاكين وآخرون للطعن. وغيرهم، خصوصا الاطفال، ضربوا على الرأس بادوات حادة. وتعرضت فتاة للتشويه بينما تم اغتصاب بعض النساء قبل قتلهن».
وأكد عنصر في الجيش السوري الحر، كان قد فر ليلا من حمص الى لبنان، حصول «المجزرة». وقال أبو محمد (38 عاما) «حصلت عمليات اغتصاب لعدد كبير من الفتيات لا تتجاوز أعمارهن 17 عاما. تم اقتيادهن الى الملاجىء، حيث تم اغتصابهن، ثم ذبحهن بالسكاكين».
وأشار الى أن عددا من الأشخاص الذين هربوا من حيي العدوية وكرم الزيتون رووا ما حصل، وقالوا إن «معظم الذين نفذوا المجزرة هم من الشبيحة بينما كان الجيش يحميهم».
وأفاد المرصد أن مئات العائلات نزحت من بعض أحياء حمص «بعد المعلومات عن المجزرة، خوفا من مجازر جديدة على أيدي قوات النظام»، مشيرا الى أن النزوح حصل من أحياء كرم الزيتون خصوصا وباب الدريب والنازحين، وقال إن بعض هذه العائلات «نام أفرادها في العراء داخل سياراتهم»، لأنهم لم يكونوا يعرفون الى اين يذهبون.

تدخل عسكري عاجل
إلى ذلك، دعا المجلس الوطني بيان تلاه عضو المجلس الوطني جورج صبرا في اسطنبول باسم المجلس الوطني "نطالب بتدخل عسكري عربي ودولي عاجل وبحظر جوي لمنع عصابات الاسد من الاستمرار في المجازر".
واضاف بيان المجلس الوطني "نطالب بضرب آلة القتل وتسليح الجيش السوري الحر".
من جهته قال رئيس المجلس الوطني برهان غليون "ان المجتمع الدولي لا يستطيع ان يستمر على وعود فارغة، ودول الجامعة العربية لا يمكن ان تستمر في اصدار بيانات اعلامية لوقف القتل".
واضاف غليون "لقد حان الوقت لكي يتخذ المجتمع الدولي فعلا اجراء جديا وعمليا وفعليا من اجل وقف هذا العنف، ان لم يكن عبر مجلس الامن فليكن عبر مجموعة اصدقاء سوريا".
واعتبر اخيرا ان "سوريا مقبلة على مرحلة خطيرة جدا اذا استمر هذا العنف".
ودعا المجلس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة إلى «تحرك دولي فاعل»، وحض مجلس الأمن على «عقد جلسة طارئة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات الإبادة مهما كانت طبيعتها بما في ذلك التدخل العاجل والحازم لردع النظام بكل الوسائل التي تمنع استخدامه لآلة الموت والقتل والتدمير».
واتهم في بيان «ان الدول التي تساند النظام المجرم تشاركه المسؤولية عن أفعاله وجرائمه». وندد بـ«الجريمة المروعة التي عمد مجرمو النظام الأسدي الى ارتكابها».

مقتل تلميذة
ميدانيا أيضا، قالت المعارضة إن سيارة ملغومة انفجرت وقتلت تلميذة وأصابت 25 في مدرسة في درعا التي شهدت اشتباكات في الشوارع بشكل متقطع بين أفراد الجيش السوري الحر وقوات الرئيس بشار الأسد.
ومن جهتها، قالت وكالة سانا إن مجموعة مسلحة هاجمت خط أنابيب لنقل المازوت من محافظة حمص إلى محافظة حماة.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا